مع من أجلس من الناس ؟

قال ابن القيم الجوزية -رحمه الله-

الناس في المخالطة أربعة أنواع: كالغذاء و كالدواء و كالداء و كالموت ... (إنتهى)


الناس في المخالطة أربعة أنواع:

1- كالغذاء :و الغذاء لا يستطيع أحدنا أن يستغني عنه أبداً و هو سبب لحياته و استمرارها و سبب لنشاطه و حيويته ... و الصالحين و الدعاة و العلماء هم الغذاء من الناس , فمجالستهم لا غنى عنها و فيها حياة القلوب و معرفة الله و معرفة امور الدين و بهم نعرف طريق الجنة فنسعى و نسارع فيها و بهم نعرف طريق جهنم فنتجنبها و نبتعد عنها.

2- كالدواء:

الدواء له جرعات معينة في أوقات معينة , و لكل داء دواء لا يصح ان نأخذ دواء واحدا لكل الامراض و لا أن نأخذ جرعات أكبر من المسموح ...
و أما الناس الذين مخالطتهم كالدواء هم زملاء العمل و من اتعامل معهم لقضاء احتياجات يومية مثل الشراء و البيع و المذاكرة و التعليم , فهؤلاء نأخذ منهم ما نحتاج بمقدار معين و نخالطهم بمقدار معين و بطريقة معينة , فلا نجلس معهم لنتحدث في امور الدنيا و نتحدث عن فلان و فلان فنغتاب هذا و نشتم هذا , و لا ان نجلس معهم فنتحدث في أمور لا فائدة منها.
مخالطتهم فقط لقضاء الامور الهامة و حسب.

مع من أجلس من الناس ؟


3- كالداء:
و الداء يصيب الانسان بسبب ضعف مناعة بشكل معين في جزء من جسده تعرض لميكروبات معينه و هكذا هم الناس الذين تجلس معهم فتغتاب و تنم و تسب و تشتم و تتحدث عن الفتيات و الفتيان و عن الافلام و المسلسلات و غير ذلك مما لا نفع فيه
فالجلوس مع هؤلاء كالداء لانه يضعف إيمانك و يقلل حسناتك و يكثر سيئاتك و إذا تراكم الداء اصبح قلبك أقرب للموت !!!

4- كالموت:الموت عكس الحياة يحدث إذا ما ضاعت أسباب الحياة و حلت أسباب الموت , و هكذا الجلوس مع أصحاب البدع و الكفار و أصحاب الضلالات , فالجلوس معهم و مخالطتهم تماما كالموت لا فرق بينهم.



فلينظر كل منَّـا من يخالط من الناس و مع من يجلس