عيـــــــون الغــــرام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عيـــــــون الغــــرام


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ابنة الصمت البكر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شمس
مديرة عـــيون الغـــرام
شمس


عدد الرسائل : 431
تاريخ التسجيل : 12/03/2008

ابنة الصمت البكر Empty
مُساهمةموضوع: ابنة الصمت البكر   ابنة الصمت البكر Icon_minitimeالإثنين أبريل 14, 2008 1:58 pm

14/4/2008
الاثنين
4:57
8 ربيع الثانى 1929


أدركت أن الأيام تلعب معي اللعبة الأخيرة.. أو إن شئت اللعبة الخاسرة، وما أزعجني أن تكوني أنت يا ابنة الصمت البكر خصمي، فحتي تلك الأسلحة التي كنت أتباهي بها يوما لن استطيع ممارساتها، أرهقني البحث في إيجاد مبرر للهروب، أو الاختفاء بعيدا عن شبح المواجهة، حاولت ترويض عواطفي التي كانت يوما ملك يميني، لكني عجزت، أصبحت قدراتي ضعيفة ورخوة، افترش الداء واستحكم وتحطم جهاز المناعة، وصارت أجهزتي تستقبل فقط، دون مقاومة أو حتي إرسال إشارات الاستغاثة.. وبدوت جثة هامدة تبدو للآخرين أنها تستعذب العذاب، ولكن الحقيقة أنها تصرخ وتئن من الآلام لكن صوتها الهامس لا يكاد يصل عبر الشفاه..
أرهقت نفسي بالأسئلة، بل أرهقتها بتحميل الذنب، وتلوت عليها قرار الاتهامات والجرائم التي ارتكبتها.. عنفتها لرغبتها الشديدة في أن تبحر في مياهك، وأن تغوص في أعماقك، وأن تستنشق الهواء الخارج منك.. وأن تظل أسيرة في رضاء ومتعة.أحيانا أتساءل بصوت هامس حتي لا يسمعني أحد ويفضح أمري، أي قوة تلك التي نسفت حصوني واستباحت أبجديتي، مضي زمن علي آخر جولاتي، وها أنذا أقدم بملء إرادتي علي معركة أخري، أعلم جيدا أنني سوف اخسرها، وسوف تخلف عذابات كثيرة ما أحوجني إليها، لكنني مقدم لا محالة، رافعا راية الاستسلام راجيا الشفقة بمحارب قديم أنهكته التجارب، وزادت عليها السنوات المريرة بما تركته من قلة حيلة وهوان في المحطات الأخيرة من السفر الطويل..

ربما تكون مباراة غير متكافئة، ينقصها الكثير، لكن عشمي أن تأخذك الشفقة بي، ولا تغالي كثيرا في النيل مني، فأنا منافس فقد أسلحته عبر الزمن، ولا يترجي منك سوي الرحمة وقليل من الشفقة.قد يكون الهروب هو أسلم الطرق للنجاة، وتجنب ويلات المرارة، لكن الوقت قد فات ولم يعد أمامي سوي الاستمرار في معركة خاسرة.

أدركت بعد فوات الأوان، أن حبك هو وصمتي الأخيرة، وللأسف اعتادت ضلوعي وأحشائي عليها، وأيقنت في النهاية أنه لا أمل لي إلا الخروج من جسدي بعد أن عصي رغبتي لأول مرة وآخر مرة..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eyes.ahlamontada.com
 
ابنة الصمت البكر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عيـــــــون الغــــرام :: القصص والروايات-
انتقل الى: